بسم الله الرحمن الرحيم
وداع وختام شهر رمضان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
* بقيت أيام قليلة على نهاية شهر رمضان شهر البركة و الخير والرحمة والغفران .
وهذه الأيام القليلة المتبقية أهم أيام الشهر التى يجب الإهتمام بها والمحافظة عليها حتى لا تضيع ..... فهى نهاية الشهر وختامة ...... وكما نعلم أن الأعمال بالخواتيم ..... وكل زمان فاضل نهايته أفضل من بدايته ولها أهمية خاصة عن بدايته ........ والبداية لها أهمية ولكن النهاية لها أهمية خاصة وهناك دلائل كثيرة على ذلك .....
فمثلا ً : العشر الأوائل من ذى الحجة أيام عظيمة فاضلة يحب الله فيها العمل الصالح ...... وأفضل هذه الأيام هو اليوم التاسع والعاشر ( يوم عرفة – يوم النحر ) وهما فى نهاية الأيام العشر .
* وكذلك شهر رمضان هو شهر كريم مبارك أيامه كلها خير ولكن أفضل أيام هذا الشهر الكريم العشر الأواخر منه .
آخر النهار أهم من أوله فيبدأ بالفجر وينتهى بالعصر فالوقت الذى بعد العصر وقت مهم وعظيم فهو خاتمة النهار .
وكذلك أيام الأسبوع كلها أيام طيبة ولكن يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع.
* وفى يوم الجمعة بعد العصر توجد ساعة إجابة وقد إتفق العلماء على أنها آخر ساعة فى يوم الجمعة .
وكان النبى " صلى الله عليه وسلم " : ( يقول إذا انصرف من : اللهم اجعل خير عمرى آخره وخير عملى خواتمه واجعل خير أيامى يوم أن ألقاك ) .
* وقال النبى " صلى الله عليه وسلم " : ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) .
* ويجب علينا أن نختم شهر رمضان بمسك الختام فمن كان مقصرا ً ومفرطا ً فيما مضى فليحسن فيما بقى والأعمال بالخواتيم ........ ومن كان محسنا ً فليزد فى إحسانه.
ولا يصح أن نفتُر ونكسل عن العبادة فى آخر شهر رمضان بل نختم بحسن الختام .
* فنختم شهر رمضان بالإستغفار الكثير على ما مضى من التقصير والتفريط والمخالفات . والإستغفار فى خواتيم الأعمال الصالحة تفيد وتنفع ...... كان النبى " صلى الله عليه وسلم " إذا إنصرف من صلاة إستغفر ثلاثا ً وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكرام .
وبذلك نختم شهر رمضان بالإستغفار لكى يكون هذا الإستغفار كفارة لما مضى من آفات الصيام .
* وكذلك نختم شهر رمضان بزكاة الفطر حيث فرض النبى " صلى الله عليه وسلم " زكاة الفطر فى رمضان طهره للصيام من اللغو والرفث وطــــــــعن للمســــــــاكيـــــــــــــن . وهذه هى الحكمة من زكاة الفطر فقد يحدث فى الصيام بعض المخالفات الطفيفة فتأتى زكاة الفطر فتطهر وتزيل كل هذه المخالفات حتى يعود الصيام صحيحا ً سليما ً نافعا ً لصاحبه .
* ونختم شهر رمضان أيضا ببعض النوايا الصالحة الطيبة لما بعد رمضان فننوى الإستمرار على الطاعات والعبادات وننوى الإستمرار على الإستقامة ونحذر من أن ننوى نية سيئة بعد رضان . فلا يصح لإنسان أن ينوى نية سيئة بعد رمضان كأن مثلا ً: يتوقف عن الصلاة أو قراءة القرآن أو يتوقف عن الصيام بعد رمضان .
* ونختم شهر رمضان أيضا ً بمزيد من الشكر لله تبارك وتعالى . قال الله تعالى " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون "
فالله هو الذى وفقق للصيام وأعانك على القيام وتلاوة القرآن . وهو الذى بنعمته تتم الصالحات. فكان الرسول " صلى الله عليه وسلم " يقول : ( اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا ) .
* وأهل الجنة يقولون : ( الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا انهتدى لولا أن هدانا الله ) .
* ويقول الله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله ) .
* إخوانى ولتكملوا العدة بالعمل الصالح ولتكملوا ما بدأتموه من خيرات طيبات وأعمال صالحات فهى أيام مباركات كادت أن تنتهى ...... كانت فيها العبادات والقربات والصلوات والتلاوات والإعتكاف والعمرات ....... حيث حسنت الأحوال ....... واستقامت القلوب ....... وفرجت الكربات .........
* ثم فى آخر ليلة من ليالى شهر رمضان وفى آخر يوم من الأيام تعود أبواب الجنة إلى الأنغلاق ...... وتفتح أبواب النار ..... وتنطلق الشياطين .
* ذهبت الأيام و ذهبت اليالى وقد ذهب رمضان وختم عليها فى صحف الأعمال .... وبقيت شهادة الأيام واليالى علينا يوم القيامة بما أدعنا فيها من خيرات.
* وفى هذا الشهر قد إكتفى بعض المسلمين بصيام النهار فقط ......... وهناك بعض المسلمين الذين عرفوا قيمة شهر رمضان واستغلوا أوقاته كلها فى الطاعات والعبادات وأعمال الخير. فمع أى فريق تحب أن تكون ....؟؟.
* ثم بعد ذلك يأتى يوم العيد ( ملحوظة ) ـــــــــــــ " ليس العيد بلبس الجديد ولكن العيد لمن غفرت له ذنوبه " ----- " وليس العيد بلبس الجديد ولكن العيد لمن طاعته تزيد " .
* فماذا بعد رمضان ؟ هل نحن عازمون على الإستمرار ؟ أم عازمون على الترك والجوع على ما كنا عليه قبل رمضان ؟